قطار الرياض- حل عصري للتنقل السريع وراحة المدينة

المؤلف: حمود أبو طالب11.02.2025
قطار الرياض- حل عصري للتنقل السريع وراحة المدينة

بإشراف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عراب نهضة الرياض ومُلهم هذا المشروع العملاق، انطلقت أمس رحلات قطار الرياض رسمياً، لتنضم بذلك الرياض إلى قافلة المدن العالمية العريقة التي جعلت من القطارات شريانها الحيوي وعلامتها الفارقة، حيث تُضفي محطاته الحديثة ومركباته الأنيقة بعداً ثقافياً واجتماعياً مميزاً، إضافةً إلى دوره الأساسي كوسيلة نقل عصرية لمواكبة إيقاع الحياة المتسارع والحد من الازدحام المروري الخانق.

إن مشروع قطار الرياض، الذي استُثمرت فيه مليارات الريالات، يجب أن يحقق الأهداف المرجوة من إنشائه، ويتجسد ذلك في إحساس المواطنين والمقيمين بأنه حل جذري وفعال لأزمة المرور، وذلك من خلال سهولة الوصول إليه، والالتزام الدقيق بالمواعيد، وتغطيته الشاملة لأرجاء العاصمة. تشهد الرياض نمواً عمرانياً مطرداً في مختلف الاتجاهات، وتزايداً سكانياً ملحوظاً، بالإضافة إلى استقبالها أعداداً متزايدة من الزوار من داخل المملكة وخارجها، فضلاً عن كونها العاصمة التي تحتضن المؤسسات الحكومية، والهيئات، والشركات الرائدة، وتشهد تنظيم الفعاليات والمؤتمرات الهامة محلياً ودولياً، بالإضافة إلى موسمها السياحي المبهج الذي يستقطب الزوار من كل حدب وصوب. كل هذه العوامل تجعل من سلاسة التنقل داخل المدينة أمراً بالغ الأهمية لتعزيز جاذبيتها وجودة الحياة فيها، فالازدحام المروري المستمر يؤثر سلباً على إنتاجية المدينة وحيويتها.

نتذكر أن تجربة النقل العام كانت حاضرة في الماضي، وخاصةً في مدينتي جدة والرياض، من خلال حافلات متواضعة كانت تخدم شريحة واسعة من المجتمع، إلا أنها تلاشت تقريباً بعد انتشار ثقافة امتلاك السيارات الخاصة، بل وأكثر من سيارة لكل أسرة. لكن الظروف الحالية بكل تحدياتها تفرض علينا تغيير هذه النظرة لأسباب اقتصادية وعملية، وندرك أننا بحاجة إلى بعض الوقت لكي يصبح استخدام وسائل النقل العام جزءاً لا يتجزأ من ثقافتنا المجتمعية.

نتطلع إلى رؤية مشاريع مماثلة لقطار الرياض في مدن أخرى بالمملكة، لأنها أصبحت ضرورة ملحة وليست مجرد رفاهية، كما يجب أن نُذكّر الجميع بأهمية الحفاظ على نظافة وجمال محطات قطار الرياض، التي تمثل تحفاً معمارية فريدة تضفي رونقاً خاصاً على المدينة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة